بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
معروف لنا بأن الكون مبني بصور متنوعة ،ويُشَكَّلُ بأشكال مختلفة . فوُجِدَ الخير والشر ، الإصلاح والإفساد ، التساهل والتشدد ، التعصب والانفتاح .. أو بعبارة أخرى :
.
.
.
معروف لنا بأن الكون مبني بصور متنوعة ،ويُشَكَّلُ بأشكال مختلفة . فوُجِدَ الخير والشر ، الإصلاح والإفساد ، التساهل والتشدد ، التعصب والانفتاح .. أو بعبارة أخرى :
قد وُجِدَت كل النعوت إجابية كانت أم سلبية . والصفة السائدة لكل إنسان وإنسان تنمو وتتطور بحسب المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه .
وحتى تتعارف المجتمعات ويختلط بعضها مع بعض رغم كل الفروقات القومية والجنسية والطائفية والحزبية ... يجب أن يحيا بينهم لغة مشتركة وعلاقات ودية طيبة وحسنة وربط اجتماعي جيد . وهذه الصفات لا تتحقق إلا إذا أقيمت على أساس المصطلح الاجتماعي الهامّ ألا وهو (( التسامح )) وهو مُجمَلُ حديثنا .
هذه الكلمة الصغيرة البسيطة تحمل في طَيَّاتِها كثيرًا من التعابير العمرانية التي تسهل كيفية تعامل الفرد مع الآخر بأسلوب حكيم حسن ناجح ، وتسهل عليه أيضًا أن يعيشَ على هدًى وبصيرةٍ ونورٍ- بَدَلَ أن يعيش خَبْطَ عَشْوَاءَ ، ويقعَ في كثيرٍ من العَقَباتِ والمتاهات ... فَيُمْسِيَ المُجتمعُ غابةً وحشية مخيفة يأكل القوي فيها الضّعيفَ !!! .
قال الشَّاعِرُ :
وَمَن لم يُصَانِعْ فِي أُمورٍ كَثِيرَةٍ ** يُضَرَّسْ بِأَنيابٍ وَيُوْطَأْ بِمَنْسِمِ
ولذا يجب على الإنسان أن يحترم أخاه الإنسان فِي آرائه وأفكاره ومعتقداته ؛ كي يتولد بينهما حوار متبادَل ذو علاقة طيبة متينة سليمة ، وذلك حتى يُنَقَّى المجتمع من كل شر ، ويُملأَ من كل خير ، فيحيا أعضاؤه بطمأنينة وأمن وسلام وتعارف ووئام !!.
ولكن مهما تطورت وتقدمت هذه العلاقات الطيبة المتينة السليمة سيظل هناك أخطاء كثيرة تفسدها وتخربها وتعرقل مسيرها . ولا تُقَوَّمُ تلكَ الأخطاءُ ولا تُصَحَّحُ إلا بمزيد من التوافق والمحبة والأخوة والإصلاح الاجتماعي الذي أساسُهُ هُوَ التّسامحُ .
اللهُ يقولُ فِي كتابه : (( وَلاَ تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئةُ . ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنهُ, وَلِيٌّ حَمِيمٌ .. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ . وَإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذ بِاللهِ ، إِنَّهُ, هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ .)) [ سورة فُصِّلَتْ : 34-36 ] .
والسلام على مَنِ اتَّبع الهدى .
[/size]