لوحة من ذهب
قصة قصيرة بقلم / شاهيناز فواز
انسدل ستار الليل معلناً عن بداية جديدة لمعصية لم يقدم عليها من قبل فقد اعتاد على ممارسة أى معصية يقترحها أحد الأصدقاء فى اجتماعهم الشيطانى .
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملا الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقيا ببصره حول المكان عسى ان يجد من يساعده..يجد الطريق خاليا من المارة والسيارات .يخرج تليفونه المحمول ويقوم بالأتصال بأحد اصدقائه لمعاونته ويظل فى لحظات انتظار حضور ذلك الصديق
يستند بظهره على مقدمة السيارة يدخن تلك السيجارة التى اعدها له احد الأصدقاء يتأمل لوحات ملصقة على الجدران حتى استوقفته لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات ( الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى ارض تموت )
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة وتسائل (ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا عليه السلاح فى هذا المكان الموحش وقتل هنا ؟!!! اين كان يقضى يومه وماذا كان ينوى فعله عند عودته للبيت ؟ !!
القى ببصره نحو السماء متمتما بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت ( أنت ترانى الآن ..انا هنا وحدى وانت معى ..وانا هناك وكنت ايضا معى وترانى ،تعلم ما فى نفسى ....
ارتسمت على شفتيه ابتسامة تحمل معانى الخجل والضيق مستطرد وقد القى بالسيجارة اسفل قدميه ( انا لست سيئا بهذه الدرجة ) أقول لك ماذا فعلت من حسنات ..اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنها تبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك ان ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من اجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من اجلك يا الله واعترف اننى اقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى واسعاد نفسى وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل )
يستطرد متسائلا (هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء (ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من ابتلاء الله تعالى لك حتى الآن على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك ان تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..اتعلم يا ولدى انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح )
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من اجل ذلك مغمغما( لهذه الدرجة انا انسان سىء) ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا (انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى اكون مثلما يجب ان اكون ثم ازال الدموع التى كست وجهه شاعرا بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..عندها تملكته رغبة شديدة فى ان يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع ان يتفاداها ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه ابتسامة صافيه تحمل معالم الرضا ابتسامة امتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد اهتدت اليه ولن تضل بعده ابدا ..............
قصة قصيرة بقلم / شاهيناز فواز
انسدل ستار الليل معلناً عن بداية جديدة لمعصية لم يقدم عليها من قبل فقد اعتاد على ممارسة أى معصية يقترحها أحد الأصدقاء فى اجتماعهم الشيطانى .
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملا الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقيا ببصره حول المكان عسى ان يجد من يساعده..يجد الطريق خاليا من المارة والسيارات .يخرج تليفونه المحمول ويقوم بالأتصال بأحد اصدقائه لمعاونته ويظل فى لحظات انتظار حضور ذلك الصديق
يستند بظهره على مقدمة السيارة يدخن تلك السيجارة التى اعدها له احد الأصدقاء يتأمل لوحات ملصقة على الجدران حتى استوقفته لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات ( الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى ارض تموت )
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة وتسائل (ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا عليه السلاح فى هذا المكان الموحش وقتل هنا ؟!!! اين كان يقضى يومه وماذا كان ينوى فعله عند عودته للبيت ؟ !!
القى ببصره نحو السماء متمتما بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت ( أنت ترانى الآن ..انا هنا وحدى وانت معى ..وانا هناك وكنت ايضا معى وترانى ،تعلم ما فى نفسى ....
ارتسمت على شفتيه ابتسامة تحمل معانى الخجل والضيق مستطرد وقد القى بالسيجارة اسفل قدميه ( انا لست سيئا بهذه الدرجة ) أقول لك ماذا فعلت من حسنات ..اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنها تبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك ان ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من اجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من اجلك يا الله واعترف اننى اقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى واسعاد نفسى وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل )
يستطرد متسائلا (هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء (ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من ابتلاء الله تعالى لك حتى الآن على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك ان تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..اتعلم يا ولدى انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح )
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من اجل ذلك مغمغما( لهذه الدرجة انا انسان سىء) ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا (انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى اكون مثلما يجب ان اكون ثم ازال الدموع التى كست وجهه شاعرا بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..عندها تملكته رغبة شديدة فى ان يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع ان يتفاداها ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه ابتسامة صافيه تحمل معالم الرضا ابتسامة امتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد اهتدت اليه ولن تضل بعده ابدا ..............