الحارس الخاص قصة قصيرة بقلم / شاهيناز فواز
ارتجف جسدى وانا أعبر الطريق متجهة للعمل عندما لمحته خلفى حريصاً على متابعتى . أقف يقف ، أتحرك يتحرك ، وعلى الرغم من اننى كنت كثيرا ما اضيق ذرعاً من جرأته الشديدة ومحاولته المستمرة فى ملاحقته لى وتلك النظرة الحانية التى تعبر عن اهتمام شديد . الا اننى كنت أشعر باشتياق اليه عندما لا أجده فى انتظارى لظرف ما أجهله . لكن سرعان ما يتسلل القلق بداخلى ثانية عند رؤيتى له فى اليوم التالى فى استعداداً منه لمتابعتى كعادته ،لم أكن أدرى أن زملائى فى العمل سوف يضحكون ويطلقون عليه حارسى الخاص ويسخرون منى عند رؤيتهم لى وهو خلفى يتبعنى فى صمت تام بمظهره السىء الذى كان سبب أساسى فى احساسى بالخجل منه خلال مسيرتى اليومية وكأن ما يشغله هو السير خلفى وحمايتى ممن يحاول مضايقتى فى الطريق باصدار صوتاً يهدد بالفتك لمن يفكر فى مجرد المحاولة . لم يصدقنى أحد عندما أخبرتهم بأنه ظهر فى حياتى فجأة ولم أكن أعلم عنه شيئاً ،لذلك قررت أن احسم الموقف وآمره بأن يكف عن ملاحقتى بعد أن حاولت أن أصرفه عنى بالأشارة .كان لديه اصرار عجيب وأخذ يلهث منتظر منى أن أتحرك، لكنى فوجئت به يصرخ بشدة فالتفت ملقية ببصري اليه فاذا بجسده الضعيف راقداً على الرض يعوى ويتلوى بشدة بعدما صدمته سيارة وتركته يتعذب من شدة الألم ، تصمرت مكانى برعشة تملكتني ، وتمنيت لحظة رؤيتى له فى تلك الحالة ان يكون الحادث وهم فى خيالى وأنه سيعود كما كان وتساءلت بداخلى " هل ستكون هكذا النهاية لم أكن أتمنى ذلك له حتى يبتعد عن طريقى . اعتقدت فى بادىء الأمر أنه سوف ينتهى بعد لحظات وتنتهى معه حراسته لى التى اعتدت عليها ، لكن أصابتنى الدهشة حين رايته يتأهب للوقوف بغضب شديد و كأنه يرفض الأستسلام للحادث التفت الى بنظرة يملؤها العتاب واللوم وكأنى السبب فيما حدث له . رأيته يبتعد عن المكان رافعاً قدمه اليسرى غير قادر على السير بها ، عندها أدركت اننى لن أراه ثانية استكملت سيرى وانا احاول ان اتحكم فى تلك الدموع التى تدفقت ولم تجد من يمنعها من ذلك .توقفت ثم نظرت خلفى لعلى اجده يتبعنى من بعيد لكنى لم اجد سوى مجموعه من البشر تسير فى طريقها الطبيعى وقد تلاشى من بينهم . رفقــــــــــــــاء الـــقمــــــــــــــــر