حنين
بقلم / شاهيناز فواز
بقلم / شاهيناز فواز
حنين جارف يأخذه الى ذلك المكان حيث لم يعد فى الوجود احد من اصدقائه وعشيرته وأحبابه ، قضى سنوات طويلة وحيدا بعدما فارقه الجميع ، وعلى الرغم من نحافة جسده وانحناء ظهره وتراكم الهموم التى باتت واضحة على ملامحه المليئة بالتجاعيد ، كان لديه اصرار غريب على ان يظل وحيدا مكتفيا بالذكريات ، قادرا على خدمة نفسه لا يريد ان يشعر انه فى حاجة الى اى مساعدة ، وفى كل مرة يمر فيها بذلك المكان الذى يخلو من وجود اى بشر كانت تتسلل بداخله قشعريرة تبعث بداخله احساس بأنه داخل مقبرة يتمدد فيها جسده المغطى بلفافات بيضاء على تراب من بقايا من سبقه اليها . ذلك الإحساس يجعله فى عالم اخر فاقد القدرة على التركيز فيما حوله ،لهذا كان دائما يتعثر فى حفرة واضحة المعالم من السهل ان يتفاداها اى مخلوق يمر بها والنتيجة دائما ما يسقط فيها وعند كل سقوط ينجح فى الصعود مرة ثانيه بنفسه وذلك يشعره بأنه مازال باستطاعته الإعتماد على نفسه فيكمل السير .
ولكن هذه المرة يسقط بداخلها وكان شيئا ما يجذبه اليها ، يشعر بظلام يتوغل بداخله رغم بلوغ اشعة الشمس اقصى مدى لها ، يحاول ان يرفع يده ليتسلق ويخرج منها كعادته لكنه يفشل حتى فى مجرد المحاولة ، لم يستطع ان يلتفت برأسه الى اى اتجاه عندها اغمض عينيه متمنيا فى تلك اللحظة ان كان بمقدوره ان يفتح فمه ليستغيث