عذرا ..لست أنت

عذرا ..لست أنت
بقلم / شاهيناز فواز

أغمض عينيه وجلس يتذكر تلك السنوات القليله التى مضت تذكر أول لقاء له معها .تلك الزميله الجميله هادئة الطباع وجد فيها الفتاة المهذبة الرقيقة ولكنها ليست كالفتيات الأخريات الاتى اعتاد التعرف عليهن .هى لم تعرفه جيدا اعتقدت فى بادىء الأمر انه شاب مهذب محصن بالأدب والقيم والأخلاق .فقد كان هذا هو الأنطباع الأول بالنسبة لها .أما هو فقد أدرك تماما أن الجامعه مليئة بالفتيات الجميلات ويجب عليه ان يتعرف على كل واحدة من هن حتى يجد سببا من وجهة نظره لبقائه داخل الجامعه .ظل يتذكر فى أسى كم كانت رقيقة المشاعر والى أى مدى يتملكها الخجل والأنطواء وقد بدا عليها التدين والتحشم فى كل شىء .قرر فى تلك اللحظة ان يجرب هذا النوع من الفتيات وأخذ يتقرب اليها ولكنها كانت دائما تتشبث بالأخلاق والدين .وبذلك اكتفى بعلاقة الزمالة بينهما ..احب هذه العلاقة واخذ الإعجاب يزداد بها كلما تحدث معها فى تلك الأمور المتعلقة بالدراسة فهو لا يملك الا الحديث معها فى تلك الأمور . تذكر العام التالى له فى الدراسه وقد كون فكرته عنها تماما فعلى الرغم من اجتماعهم البسيط الا انه شعر بأنها تكن له مشاعر خاصة أخذ يراقبها بنظراته ليتأكد ان كانت تكن له تلك المشاعر أم لا !وأخيرا تأكد من ذلك فهو شاب يدرك مثل هذه الأمور جيدا .أما هى فلم تجرب هذه المشاعر من قبل .ولذلك استطاع ان يقرأ فى عينيها مدى الإعجاب الذى شعرت به تجاهه .حقا كم تمنت تلك الفتاة ان يكون ذلك الشاب يكن لها نفس المشاعر الجميلة التى شعرت بها من اول لقاء وكم تمنت ان يأتى اليها معبرا عن اعجابه متمنيا الأرتباط بها .فهى لن ترضى ولن تقبل بغير ذلك .جلس يتذكر كم كانت مجتهدة فى دراستها الجامعيه وشهرتها بين باقى الزملاء بالتفوق والأحترام ،وكم كان هو مستهتر ويكتفى بأدنى التقديرات ،لم تعبأ هى بذلك وأحست أنه يود التقرب اليها لأنها فتاة متميزة ولكنه لم يستطع لذا فقد قرر ان يمارس حياته العاديه فهى لن تستطيع ان تجاريه هو غير مستعد لأى ارتباط لذلك قرر أن يتعرف على أول فتاة يقابلها ليقضى معها الأوقات داخل الجامعة كباقى الشباب ولم يتغرق بحثه وقتا طويلا .فقد تعرف سريعا على فتاة فى نفس الكليه وتذكر كم كان يقضى معها الأوقات والفرق الكبير الذى وجده بين الأثنتين وأخذ يتذكر ذلك اليوم عندما مرت من أمامه تلك الفتاة المهذبة ومعها صديقاتها وألقت اليه نظرة دهشة وتعجب عندما راته مع تلك الفتاة ،فى تلك اللحظة وعندما رأى فى عينيها الغضب والحيرة رأت هى فى عينيه ابتسامه رقيقه تكاد تكون معدومه لم يرها احد غيرها .غادرت المكان سريعا واحست وكأنها لم تعرفه من قبل ذلك اليوم وأخذت تقنع نفسها بأن العلاقة التى بينه وبين تلك الفتاة مجرد علاقة زماله ولكن ذلك الإحساس لم يدم طويلا .فهى تراهم كل يوم معا داخل المحاضرة وخارجها .هو أدرك ذلك ولكنه كان معجبا بنفسه وكان يتفاخر كلما وجد فى عينيها الرتباك لحظة رؤيتهما معا فهذا دليل قاطع على اعجابها به .كان على يقين أنها له وان تكون لأحد غيره أطمأن قلبه وقرر أن تكون تلك الفتاة هى زوجة المستقبل ولكن عليه أن يعيش حياته .فهو ما زال طالب ومن حقه أن يتمتع بأوقاته بالطرق المناسبة له هذا ما كان يعتقده .أخذ اعجابه بها يزداد بمرور سنوات الدراسة .فهى لم تتغير ولم تغيرها بيئة الجامعة ولم تغيرها أيضا مشاعرها تجاهه .أما هى فكانت مع مرور الأيام يزداد احتقارها له وتغيرت تلك الملامح الجميلة التى رأتها فيه منذ البداية ،شعرت بالأهانه لأنها كانت مدركة تماما انه يعلم بتلك المشاعر التى بداخلها وعلى الرغم من ذلك تجده دوما فى قمة الأستهتار والامبالاه لذا قررت الا تفكر فيه ثانية .فليس مثل هذا الشاب يناسبها وأخقها ويجب أن يكون تفكيرها خاليا من اى عواطف زائفة .تذكر ذلك العام الدراسى الأخير وبعد علاقات متعددة .عندما أراد ان ينهى تلك العلاقات ويذهب اليها طالبا منها ان تكون شريكة حياته المقبلة وكان على يقين من انها سوف تسعد بذلك وتقبل العرض ،لكنه فوجىء بكلماتها التى سقطت عليه كالصاعقة عندما أخبرته بأنها لن تستطيع الأرتباط به لأسباب شخصية .القى ببصره اليها فى ذلك الوقت وفى عينيه نظرة تملؤها الدهشة والحيرة واخذ يخبرها بأنه يتمنى ان تكون هى زوجة المستقبل وتذكر جيدا عندما سألها ألست انا من تريدين ؟!وفى تلك اللحظة ارتسمت على وجهها ابتسامة آسف لتخبره قائلة عذراً..لست أنت

عذرا لست انت
لو مكنها هعمل كدا
جميله بجد ياشاهى

الله عليكي ياشاهي

موضوعك جميل جدا يا شاهى وورينا ابداعاتك

موضوع جميل شاهى ربنا معاكى يا ريت نشوف مواضيع تانى جميله زى كده