[size=18]الرهان الخاسر بقلم / شاهيناز فواز
بعد عناء يوم طويل مر عليه كأنه الدهر ولقاء انتظره طو يلا ليثبت من خلاله انه اعاد كرامته المسلوبه من قبل تلك المرأة التى أحبها وتمنى أن تشاركه حياته بعد ان جذبه اليها صمتها وانعزالها عن المحيطين بها فى العمل وتلك العينين الشاردتين التى تخفى ورائهما حزن دفين . جلس فى حجرته المتواضعة على مكتبه الذى تملؤه الأوراق المدون بها خواطره تجاه تلك الفتاة .اختلطت الأوراق ما بين التعبير عن مشاعر الحب والاعجاب وبين مشاعر اللوم والعتاب للأستهزائها بمشاعره والسخرية ،وعلى ضوء خافت منبعث من ذلك المصباح الموضوع على مكتبه . أمسك بالقلم وأخذ يكشط جميع الأوراق وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة النصر . الأشياء من حوله بدأت فى وضع علامات استفهام تبحث عن اجابة الى ان أتاه ذلك الصوت الذى أدخل فى نفسه المرارة والحسرة وبدأ العتاب .شفيت غليلك الان ؟ عادت لك كرامتك وكبريائك ؟ أثبت قدرتك على التمثيل وبراعتك فى خداع من كانت أحب الناس الى قلبك .أضحك أملأ الدنيا بالبهجة التى ملأت عينيك، فزت برهان عقدته معى وخسرت من كانت لا ترجو من الدنيا الا اسعادك . مالى أراك مغمض العينين وتحولت ضحكاتك الى صراخ وبكاء ؟ تخبرنى بأنى كنت الازمك دائما وكنت أسعد منك بوجودها معك لكن بعد أن خذلتك وسلبت منك كرامتك أقسمت لى بأن تجعلها نادمة على كل ما اقترفته من ذنب تجاهك . أى كرامة تتحدث عنها وقد علمت انها تعرضت لظروف قاسية جعلت منها انسانه غليظة القلب ،متبلدة المشاعر وعندما ايقنت من انك الشخص الصادق أتت اليك تلتمس منك الغفران معترفة لك بأن ما بدر منها كان لأسباب خارجة عن ارادتها ونتيجة لما يحمله قلبك من عطف ومشاعر صادقة استطعت أن تخرجها من قسوتها ، عندها طلبت منك ان كنت تنوى العودة اليها بقلب صاف فأخبرها بذلك وان كان قلبك لا زال يحمل جرحا فاذهب عنها لكنك اخترت ،وقمت بمراهنتك بأنك لن تستطيع جرحها وتركها عرضه للضياع . رأيتك تخطط لفساد علاقتها بالمحيطين بها تتآمر عليها بأكاذيب اختلقتها لتفسد عليها حياتها حتى جعلتها فى النهاية انسانه منكسرة مشتتة الذهن وكنت بالنسبة لها الخلاص لما تعانيه . حتى جاء الوقت الذى أخبرتها فيه بأنك المسئول عن كل ما حدث لتنال هدفك الجارح . أسمع صوتك ممزوجا بالندم ، تلومنى بأنك لم تجدنى بعدها ولم تر أمامك سوى شبح الأنتقام . بل أنت الذى لم ترد أن ترانى فكنت دائما بجوارك لكن الكره الذى ملأ قلبك الجميل أعماك عنى فلم تعد ترانى .إبك عسى أن تطهر الدموع ما لوثته بداخلى فعذابك عذابى وأنت تعيش به ، قاطعها بصوت باكيا يحمل معالم الندم كفاك عتابا ولوما . أعترف اننى الخاسر وسأضمن لك قلبى ان يعود كما كان ، سألته باستنكار وهل تضمن لى أن يجد قلبك مثلها ؟ وعندها أغلق المصباح واضعا راسه وهو مغمض العينين على الأوراق التى بللتها الدموع فى محاولة منه لمنعها من التدفق .